المخفي من قيادة الحسين لمعركة الكرامة
هوا الأردن – كتب الدكتور بكر خازر المجالي
بعد 47 عاما على معركة الكرامة الخالدة لا زلنا نشعر بالقصور اتجاه تاريخها العظيم واثرها السياسي والعسكري كنقطة تحول حقيقية في تاريخ الصراع في المنطقة والذي من ابرز نتائجه ان العدو الصهيوني لم يذق طعم اي نصر بعد تلك المعركة.
ولكن ما اعود اليه هو فجر
المعركة الخميس 21 اذار 1968 حين ابتدأ الحسين يرحمه الله ذلك الفجر ببرقية الى
زعماء الدول العربية والى سكرتير هيئة الامم المتحدة يخبرهم بان الاردن مقبل على
البقاء او الفناء في ذلك اليوم حين قال حرفيا ( ان كنتم ستسمعون عنا وليس منا بعد
هذا اليوم فلأنه والله قد طالت نداءاتنا وتوالت ) .
هذه البداية وينتقل جلالته الى
قيادة الجيش المتقدمة في السفوح المطلة على ميدان المعركة وبرفقته ضياء الحق رئيس
باكستان فيما بعد وقد كان مستشارا عسكريا في جيشنا ، ليجد الحسين ان القائد هناك
يعاني من ارتباك بسبب تعرض قواتنا في الخط الامامي والحجابات لخسائر فادحة بسبب
امتصاصها للهجوم الكاسح الشديد الاولي ، فشد الحسين من عزيمة القيادة والجند وقال
لماذا اذن لدينا قوات احتياط وقوات على الجانبين ، وباشر الحسين قيادته للمعركة
مباشرة بعزم وتصميم ، وبعد العاشرة صباحا اصبحت الاخبار تتوالى عن تراجع قوات
الهجوم ، ثم كان طلب وقف اطلاق النار بواسطة الجنرال اودبول الوسيط الدولي ، وهنا
تجلت رؤية القائد الحسين الذي رفض هذا العرض لان الموافقة تعني تحطيم ارادة الجندي
الاردني الذي بدأ يثخن الجراح في صفوف العدو ، ولكن مع اعتبار ان الرفض هي مغامرة
ومقامرة لكن الحسين قبل التحدي وواجه الموقف بشجاعة وكانت فعلا تباشير النصر الذي
رسم ملامحه الحسين بقيادته الحكيمة.
في الميدان وفي تلة الحاووز
بجانب سد وادي شعيب حاليا كانت قيادة لواء الاميرة عالية وقيادة كاسب صفوق الجازي
الذي ادار وقاد المعركة على محورها الرئيسي ،انتشرت جماعات القتال الصغيرة ومدافع
106ملم والهاونات والقناصة في كل مكان وعلى يمين التل صمد عارف الشخشير بدباباته
ودمر عددا من دبابات العدو قبل اكتشاف موقعه واستشهاده ، والى الشمال من الشخشير
بقليل صمد خضر شكري يعقوب وهو يمرر مواقع العدو ويدمرها الى ان حاصروه وما استسلم
بل اثر الشهادة ، وفي الخطوط الامامية صمد شبيب ابو وندي ومحمد رجا البطوش يوجهون
نيران المدافع لتلقي بحممها على رؤوس الاعداء ، واستبسل محمد هويمل الزبن ومحمود
ابو وندي ومحمد حنيان وفاضل على في منطقة قهوة حنا ، نعم لقد رسم الجنود الاردنيون
لوحة من الشهادة والبطولة ، وبعد هذه السنين ونحن نحيي قائد معركة الكرامة الحسين
طيب الله ثراه والشهداء الاطهار وضباط الجيش من مشهور حديثة الى قاسم المعايطة
وخليف عواد وبهجت المحيسن نقف امام ملحمة نصر تستحق منا ان نرسم لها مسارا على
الارض يتبعه الابناء لقراءة البطولة ، وان نلمس اثرا لها على الارض ، وان يكون
احتفالنا مؤسسيا وباستمرار خاصة ان صرح شهداء الكرامة في منطقة يؤمها الاردنيون
باستمرار وبمعدل لا يقل عن مليون شخص في كل موسم شتوي .
القيادة العامة للقوات المسلحة احسنت صنعا ان دفعت بموسوعة تاريخية معتمدة
في كل الجامعات عن الكرامة ، وننتظر المزيد وفاء لجيشنا العربي ولشهيد الكرامة
ولقيادتنا الهاشمية الغالية