حضر نائب جلالة الملك سمو الامير حمزة بن الحسين ورئيس الوزراء سمير الرفاعي مساء اليوم في المركز الثقافي الملكي حفل تأبين المغفور له اللواء المتقاعد كاسب صفوق الجازي عضو مجلس الاعيان الاسبق .
وفي بداية الحفل نقل مدير مجلس الحسن خالد ارشيد مرشود رسالة من سمو الامير الحسن بن طلال الى اللجنة الوطنية لتأبين فقيد الوطن المرحوم اللواء المتقاعد كاسب صفوق الجازي استذكر فيها مناقب الفقيد وانجازاته في خدمة امته ووطنه داعيا الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .
وقرا عريف الحفل ياسين العودات رسالة بعثها رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري جاء فيها ان المرحوم اللواء كاسب صفوق الجازي كان مثالا رائعا لشرف الجندية في ابهى تجلياتها شهد الكرامة وابلى فيها بكرامة قاد الرجال والاباء فكان نعم القائد والانسان تحلى بخصال جيشنا العربي الاردني الباسل كان جنديا مخلصا وفيا للوطن ولقيادته الهاشمية الحكيمة ولمبادئه السامية الجليلة مدافعا برجولة عن ثرى الاردن الغالي الطهور وعن ثرى فلسطين وقضيتها العادلة .
وقال العين الدكتور معروف البخيت ان الحديث عن كاسب صفوق هو حديث عن وطن ومسيرة مستمرة متصلة وعن زمن بهي خاض فيه صفوق كاسب واخوانه الغر الميامين معتركات البناء والعطاء وقدموا بجهودهم الخيرة ورؤيتهم المتقدمة وبفطرتهم النقية هذه المنجزات التي نفاخر اليوم بها الدنيا باسرها.
واضاف لقد نشأ كاسب في مرحلته في بدايات تاسيس الدولة وعركته الحياة منذ نعومة اظفاره حتى انه دخل القوات المسلحة في عمر الخامسة عشرة، حيث وقف كلوب باشا امام رجل في سن الطفولة ولم يملك امام ما رآه من قوة شخصية وارادة متقدة الا ان يوافق على استثنائه من شرط السن ليبدأ مسيرته.
وقال البخيت ان كاسب آمن بالاردن وطنا يستحق ان نحيا ونموت لاجله وفداء لاستقلاله ونهضته وهو الذي طلب الشهادة وسعى اليها في كل المعارك والحروب التي شارك بها جنديا وقائدا.
وقال رئيس الجامعة الاردنية الدكتور خالد الكركي ان الزمان الاردني ضحى ومضارب وعسكر ومعلمون ونجوم تجر خلاخيلها بين شماله وجنوبه سيفهم نشيد وخيلهم صهيل ودروبهم الى القدس صاخبة بوقع خطاك وبغضبك الذي يشتد.
وقال الدكتور الكركي لقد صرت فينا وعدا بالحرب لانها شرعة الدفاع عن الارض والحق فانهض ايها النجم البدوي الى صهوة الحرب انهض راية وعلامة مقيما وراحلا.
وبين المهندس سمير الحباشنة ان المرحوم كاسب من جيل وضع الاردن وبتوجيه القيادة الهاشمية التاريخية في الخندق الامامي المنافح عن العرب وقضاياهم وعلى رأسها قضية فلسطين، فلا بد من صنعاء وان طال السفر وجلالة الملك عبدالله الثاني اليوم يؤكد مسيرة الاردن ودوره ويعزز مكانته في خدمة الاردنيين والعرب وفلسطين.
واضاف ان كاسب من الرجال الذين نستذكره اليوم وفي ذكرى الاسراء والمعراج التي رفعت مدينة القدس الى موقع القداسة وكان من الرجال الذين نالوا الدفاع عن القدس والاحتفاظ بها عربية اسلامية عام 48.
وأكد الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد ان الفارس المغوار ترجل ولكنه لم يرحل.
وقال نكتب باسفار الكفاح في ساحات فلسطين ملاحم الرجال ومداد قوافيها نجيع ليوث الوغى وعلى ارض الكرامة التي اعاد ابطالها تمثل شخصية القائد الفذ دون ادعاء او تظاهر.
وقال العين محمد الذويب نستذكر اليوم سيرة عزيز قضى حياته بالوفاء والعطاء حياة حرة عاشها جنديا شهما ابيا ما توانى عن الجود والذود والصمود.
واضاف ان المرحوم شهد المعارك كلها بشرف لا يدانيه شرف هنا على ارض الاردن وهنالك على ارض فلسطين خاض الكرامة ببسالة شهد بها ولها الاعداء قبل الاصدقاء فكان النصر الذي فجره نشامى القوات المسلحة الاردنية حين تنادوا يلبون نداء الواجب ويهتفون الله اكبر.
والقى الدكتور هاني الخصاونة كلمة أكد فيها ان اللواء كاسب صفوق الجازي كان قائدا في معركة الكرامة وعلما خفاقا من اعلامها تصدى للجيش الغازي ومعه رفاق السلاح من اخوانهم الشجعان فالمجد لشهداء معركة الكرامة من ابناء جيشنا الباسل والخلود لاسمائهم المنقوشة على النصب المخلد لتلك المعركة المجيدة في موقعها .
وقال ان كاسب صفوق الجازي كان مثالا في عسكريته كما كان مثالا في مناقبه وخلقه وسجاياه الرفيعة وانعكست هذه المناقب على حياته المستورة في بيت متواضع يضم اسرة زرع فيها حب الوطن والنزاهة والاستقامة والاعتماد على النفس واستصلاح الارض المملوكة بالحلال بالجهد الحلال .
بدوره اكد امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان ان المغفور له باذن الله اللواء المتقاعد كاسب صفوق الجازي عبر عن الشخصية الاردنية العربية اصدق واجمل تعبير فجسد الهوية الاردنية الاصيلة بكل صدق قيما وفروسية وعروبة وقومية ومكارم اخلاق تلك كانت سيرته ووطنيته .
وقال اننا نستذكر اليوم جلا انجبته البادية الاردنية فتربى بين رمالها في كنف الكبار الاوفياء من شيوخ عشائرها التي نعتز بهم ونفخر فترعرع في ذلك الجزء من وطننا العزيز فارسا شجاعا نقيا وفيا مخلصا لقائده وامته ووطنه الى ان اصبح جنديا في صفوف الجيش العربي الذي قاده ويقوده الغر الميامين من بني هاشم .
والقى كلمة آل الفقيد ابنه المهندس ممدوح كاسب الجازي قال فيها اربعون يوما مضت على رحيل فارس من فرسان الوطن ترجل عن صهوة جواده بعد رحلة طويلة امضى جلها في كتائب المجد والوية الفخار فاستحق بذلك اوسمة الشرف والبسالة وما زالت وثائق وادبيات الجيش العربي تضم بين طياتها مواقفه البطولية وبصماته المتميزة التي جسدت روح الجندية والانتماء الاصيل لهذا الوطن حيث كان يقف بثبات واخلاص على الثغر الذي يؤتمن عليه .
وبين المهندس الجازي ان لوالدهم رحمه الله عليه كان له من اسمه نصيب حيث كان دائما كاسبا للاصدقاء والمحبين ولمن عمل معه في سلك الجندية بكل شرف واباء فقد عرفوا عنه طيب المعشر ودفيء اللسان عشق الوطن ومليكه .
وحضر حفل التابين سمو الامير رعد بن زيد كبير الامناء وسمو الامير فراس بن رعد وعدد من رؤساء الوزارات السابقين وعدد من السادة الوزراء الحاليين والسابقين والاعيان وشيوخ ووجهاء العشائر الاردنية واهل الفقيد وعدد من المدعوين.
يشار الى ان المرحوم كاسب صفوق الجازي من مواليد 1928 ونشأ وترعرع في البادية الجنوبية موقع ومضارب قبيلة الحويطات وبدأ تعليمه الابتدائي في البادية ثم في مدارس القوات المسلحة حيث التحق بالخدمة العسكرية عام 1944 وعمل في سرايا المشاة في مختلف مناطق فلسطين ، وتم اختياره الى دورة المرشحين عام 1915 ليتخرج بعدها برتبة ملازم تدرج في المواقع العسكرية القيادية اثناء خدمته الطويلة وقائد الفرقة المدرعة الثالثة الملكية وقائد الفرقة الالية الرابعة الملكية وغيرها .
وشارك في الحروب العربية الاسرائيلية في فلسطين ومعارك القدس 1948 وحرب عام 1967 ومعركة الكرامة 1968 وحرب الاستنزاف، وتقلد الفقيد العديد من الاوسمة الوطنية والعربية والاجنبية .
وفي الثالث والعشرين من شباط عام 1977 صدرت الارادة الملكية السامية بتعيينه عضوا في مجلس الاعيان.
المصدر: المدينة نيوز